وزير الخارجية البريطاني يؤكد استفادته من الحديث مع صاحب الجلالة حول قضايا ومشكلات العالم

وزير الخارجية البريطاني يؤكد استفادته من الحديث مع صاحب الجلالة حول قضايا ومشكلات العالم

هيج يجب أن يشعر العمانيون بالفخر للدور الذي تقوم به السلطنة- مسقط - «العمانية»: أكد معالي وليام هيج وزيرالخارجية البريطاني على متانة العلاقات التي تربط السلطنة والمملكة المتحدة والقواسم المشتركة التي تجعل هذه العلاقات قوية بين البلدين كما كانت في الماضي وقال معاليه في حديث اجرته معه امس زمزم بنت سليمان الراشدية المديرة العامة ورئيسة تحرير وكالة الانباء العمانية ان من بين هذه القواسم المشتركة وجود تاريخ بحري عريق لكلا البلدين وتطلعاتهما الواضحة للعالم الخارجي بهدف إقامة علاقات جيدة مع جيرانهما وادراكهما الى الحاجة لوجود صداقات وتحالفات قوية مع مختلف دول العالم وتميزهما بموقعهما الاستراتيجي فالسلطنة مثلا تطل على المحيط الهندي وبريطانيا تطل على المحيط الأطلنطي، أيضا التوافق في الرؤى بين البلدين بشأن الكثير من القضايا الاستراتيجية في العالم.
وأشار معاليه الى انه يتوقع تنامي العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
وحول التغيرات التي شهدتها السلطنة منذ الزيارة الاولى لجلالة الملكة إليزابيث الثانية للسلطنة قبل (31) عاما أكد معالي وزير الخارجية البريطاني أن السلطنة شهدت الكثير من التطور والنمو خلال هذه الفترة وأنه لمس بنفسه هذا التطورالإيجابي خلال الزيارات المتكررة التي قام بها للسلطنة على مدار العشر سنوات الماضية.
ونوه معالي وليام هيج بعمليات التطوير المستمرة في مجال التعليم في السلطنة والتي وفرت الكثير من الفرص للعمانيين للتطور والنمو، مؤكدا معاليه على أنه وبعد تحقيق السلطنة لهذا التقدم الكبير فإن لدى حكومته الرغبة في أن يكون هناك تعاون أوثق في المجالات الاقتصادية والتجارية والتعليمية خلال الفترة القادمة، وأثنى معاليه على النجاحات التي حققتها السلطنة في مسيرتها نحو التطور والنمو.
وحول الاتفاقية التي تم توقيعها (امس الاول) بين السلطنة وبريطانيا أشار معالي وزير الخارجية البريطاني إلى ان هذه الاتفاقية تعتبر خطوة مهمة للأمام حيث ستسهل هذه الاتفاقية دخول حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة للمملكة المتحدة بسرعة كما ستساعد حكومتي البلدين على التعاون بشكل أوثق، مؤكدا على ان السبب الذي يدفع بريطانيا لفرض شروط صارمة بالنسبة لمنح تأشيرات الدخول إلى المملكة المتحدة هو أن الكثير من الناس أساؤوا استغلال القواعد الخاصة بمنح تأشيرات الدخول إلى المملكة المتحدة في السابق، وأضاف أن حكومته ستقوم بمراجعة متطلبات وأنظمة منح التأشيرات من وقت لآخر وأنها ستحاول خلال الفترة القادمة أن تخفف متطلبات منح تأشيرات الدخول إلى المملكة المتحدة لمواطني الدول الصديقة.
وأوضح معالي وزير الخارجية البريطاني في حديثه لوكالة الانباء العمانية أن هناك العديد من المهام الموضوعة على جدول أعمال لجنة العمل المشتركة بين البلدين وبخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية وفي الوقت ذاته هناك العديد من الفرص أمام رجال الأعمال البريطانيين لتنفيذ مشاريع أكبر في السلطنة كما أن هناك فرصا واعدة أيضا أمام رجال الأعمال العمانيين للاستثمار والتجارة مع بريطانيا مشيرا الى ان الجانبين سوف يبحثان زيادة فرص التعاون في مجالات التعليم والتقنية والتبادل الثقافي بالاضافة الى التعاون القائم في مجالات الدفاع. وأكد معالي وليام هيج على أن التركيز خلال الفترة القادمة سيكون على بحث إمكانية تعميق التعاون في مختلف المجالات بين السلطنة وبريطانيا خاصة وأن هناك مجموعة عمل مشتركة تضم خبراء ويتم الإشراف عليها من جانب اصحاب المعالي الوزراء في البلدين موضحا أن مجموعة العمل المشتركة سوف تجتمع بشكل منتظم من اجل بحث إمكانية زيادة وتعزيز التعاون بين البلدين.
وحول توقيت زيارة جلالة الملكة اليزابيث الثانية للسلطنة قال معاليه ان الزيارة جاءت في وقت مهم جدا، مؤكدا على انه بالرغم من وجود علاقات قوية بين السلطنة وبريطانيا لأكثر من مائتي عام إلى جانب العلاقات الممتازة مع السلطنة منذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - خلال الأربعين عاما الماضية إلا أن حكومة بريطانيا تطمح الى المزيد من التعاون مع السلطنة ولهذا الغرض يتم توقيع المزيد من الاتفاقيات لتوطيد هذه العلاقة أكثر وأكثر في المستقبل.
وعن الدور الذي تقوم به السلطنة لخدمة قضايا السلام والأمن والاستقرار في المنطقة أشار معالي وزير الخارجية البريطاني الى أن السلطنة تقوم بدورً مهم ًفي هذا المجال، مؤكدا على أهمية فهم تاريخ وثقافة وحضارة دول هذه المنطقة.
كما أكد معاليه على أنه استفاد كثيرا من الحديث مع حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - وأصحاب المعالي الوزراء بالسلطنة حول بعض القضايا والمشكلات التي تعاني منها بعض دول العالم، مشيرا الى أن الرؤية العمانية تنم عن وجهة نظرة متعمقة ورؤية سديدة للوضع في هذه الدول وهذه الرؤية نابعة من خبرتهم الكبيرة في التعامل مع هذه الدول ومن علاقات السلطنة الطيبة معهم.
وحول ابرز الموضوعات التي تمت مناقشتها خلال الاجتماعات التي جرت اوضح معاليه أنه تم مناقشة الموقف في اليمن وإيران وقضية السلام في الشرق الأوسط وأهمية إقامة علاقات قوية مع باكستان، مشيرا الى أن هذه الدول والمناطق تعاني من صعوبات وتحديات مختلفة وأن حكومته تقدر سعي هذه الدول لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وأثنى على الدور الذي تقوم به السلطنة في هذا الصدد وقال "يجب إن يشعر العمانيون بالفخر بالدور الذي تقوم به السلطنة في هذا الصدد".
وعن السياسة الخارجية لبريطانيا تجاه الشرق الأوسط قال معاليه «نحن نسعى إلى زيادة الأمن والاستقرار في المنطقة ونحاول دعم علاقاتنا مع كافة دول الخليج العربي لاسيما مع السلطنة التي نتمتع بعلاقات قوية معها منذ فترة طويلة حيث يمكن البناء على هذه العلاقات القوية».
وأشار معالي وزير الخارجية البريطاني إلى أنه وفي الوقت الذي توجد به الكثير من التحديات والمخاطر في منطقة الشرق الأوسط فإن هناك الكثير من الفرص الكبيرة وأن هناك دولا تحقق نجاحات كبيرة وأن هناك الكثير من القادة في المنطقة الذين يسعون إلى دعم التطور الاقتصادي وزيادة معدلات النمو وكذلك دعم الاستقرار والأمن في المنطقة. وأوضح معاليه أن العلاقات التاريخية بين السلطنة وبريطانيا تمكن البلدين من تطوير التعاون بينهما لخدمة قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة وأكد على أن المملكة المتحدة ستعمل خلال الفترة القادمة لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة ودعم عملية السلام في الشرق الأوسط والتوصل إلى حل سلمي للخلاف الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني وسنسعى في الوقت ذاته إلى إقامة علاقات اقتصادية مع العديد من الدول في الشرق الأوسط واعتقد بان ذلك سيكون له اثر ايجابي واضح على منطقة.
وعن الدور المهم الذي تقوم به كراسي السلطان قابوس في مختلف جامعات العالم في نشر التسامح والحوار بين الدول والحضارات والشعوب، أكد معاليه أن هذه الكراسي تقوم بدور كبير في تعزيز التفاهم وليس أدل على ذلك من مركز(أكسفورد) للدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد حيث يجلب هذا المركز العديد من المتحدثين الذين يستفيد منهم مئات الطلبة.
وأضاف معاليه أن مثل هذه المراكز تشجع الناس على إقامة جسور تواصل وحوار بين الديانات والشعوب والأسر والأفراد من اتباع الديانات المختلفة وهذه هي روح التسامح التي يجب أن تكون حاضرة أمامنا الآن لا سيما بعد أن شاهدنا خلال العشر سنوات الأخيرة الكثير من التوترات والجدل بشان الأمورالدينية.
وأعرب معالي وليام هيج وزير الخارجية البريطاني في ختام حديثه عن إعجابه الشديد بالمكانة التي تتمتع بها المرأة العمانية ووضعها في المجتمع وهو الأمر الذي بدا واضحاً خلال لقاء معاليه بعدد من صاحبات المعالي الوزيرات والمسؤولات العمانيات. وأشار معاليه إلى أن بريطانيا تثمن هذا التوجه من جانب السلطنة لأنه يدل على سعيها للاستفادة من الإمكانات الكامنة لدى الرجل والمرأة

» تغطية حفل اللوحة الرخامية الأكبر في العالم لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم
» صاحب الجلالة سيزور الجامعه غداً~~~
» وزير المكتب السلطاني: العمل الوطني توازى